الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إسلام ويب

بحث تفصيلي

الاستشارات

  1. الرئيسية
  2. الاستشارات النفسية
  3. الحالات النفسية السلوكية
  4. الحركات اللاإرادية
  5. التبول والتبرز اللاإرادي عند الأطفال

مشكلة تبول الأطفال خارج دورة المياه: كيف نتعامل معها؟

المجيب د. محمد عبد العليم رقم الاستشارة 99803 المشاهدات 9 تاريخ النشر 2025-05-14

السؤال

    • 0

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    أعاني من مشكلة غريبة مع ابني البالغ من العمر 9 سنوات، ولا زلت مترددة وحائرة في كيفية التعامل معها، بدأت المشكلة منذ حوالي ثلاثة أشهر، بعد عودتنا من السفر لقضاء إجازة، لا أعلم إن كان لذلك علاقة، لكني ذكرت الأمر لاحتمال وجود رابط.

    لاحظت أنه أصبح يتبول في أي مكان في المنزل، فعلى سبيل المثال: إذا كان يلعب في غرفة الألعاب الخاصة به، لا يذهب إلى دورة المياه كالمعتاد، بل يقضي حاجته في الغرفة نفسها، وأحيانًا يفعل ذلك في الصالة، وأحيانًا في غرفته، هذا التصرف أدى إلى انتشار رائحة كريهة في البيت، كما أن أخاه الأصغر بدأ يقلده.

    لم ألجأ إلى العنف معه، لكني هددته أكثر من مرة بأن أُبلغ والده، ليقوم بالتعامل معه، ومع ذلك، لم يُبدِ أي تغيير في سلوكه، وعندما أسأله عن سبب هذا التصرف الغريب، يجيب بأن التبول في مكانه أسرع من الذهاب إلى دورة المياه.

    الإجابــة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

    نرحب بك في استشارات إسلام ويب.

    إن التصرف الذي يصدر من هذا الابن، فعلاً هو تصرف غريب كما ذكرتِ، وهناك بعض الاحتمالات لتفسيره:
    - الاحتمال الأول هو: قد يكون مصابًا بما نسمّيه "الاضطراب النفسي القلقي الوجداني"، مما يؤدي إلى نوع من عدم الاستقرار النفسي، فيصبح غير مدرك للأمور بصورة صحيحة، ولا يعيرها الاهتمام الكافي.

    - الاحتمال الثاني هو: قد يكون قد اعتاد على هذا التصرف أثناء الإجازة، مثلًا إذا كنتم في البر، أو في مكان لا تتوفر فيه دورات مياه بالشكل المعتاد، فمن الممكن أن يكون قد تكوّن لديه نوع من العادة السلبية، وأصبح يمارسها في المنزل، دون أن يكون مدركًا تمامًا لحجم تصرفه غير المقبول.

    - الاحتمال الثالث هو: أن مثل هذا التصرف قد يصدر من بعض الأطفال الذين يعانون من محدودية في الذكاء، أي أن الطفل لا يمتلك القوة المعرفية الكاملة، ويكون ذكاؤه من النوع البسيط أو ما يسمى "الحدّي" في مثل هذه الحالات، قد يكتسب الطفل بعض العادات السلبية التي تستمر معه، ولكن بتشجيعه وتحفيزه يمكن تغيير هذا السلوك.

    الأمر الآخر: هو أن أخاه الأصغر بدأ يتصرف مثله؛ وأعتقد أن المطلوب الآن هو الجلوس مع الابن الأكبر والأصغر معًا، وشرح الأمر لهما بلغة بسيطة، مع توضيح أن هذا التصرف غير سوي وغير مقبول، بعد ذلك، يمكن وضع جدول لهما للذهاب إلى الحمام، إذا كانت لديهما رغبة في قضاء الحاجة، أو حتى إذا لم تكن هناك رغبة، مثل أن يذهب الطفل إلى الحمام كل أربع ساعات -مثلاً- في اليومين أو الثلاثة الأولى، وبعد ذلك يمكن زيادة الفترة الزمنية إلى ست ساعات، الهدف هو ربط الطفل بالمكان الصحيح لقضاء الحاجة، وهو دورة المياه.

    كما أرجو منك أن تطبقي أسلوب التشجيع والتحفيز باستخدام طريقة النجوم، وهي طريقة بسيطة ومعروفة لدى الأمهات، تعتمد هذه الطريقة على تثبيت لوحة بالقرب من سرير الطفل، والقيام بالشرح له أنه سيكافأ بعدد من النجوم عندما يذهب إلى الحمام، وبأنه إذا قام بأي عمل إيجابي آخر سيكافأ بنجمة إضافية، وإذا تصرف بشكل سلبي أو تبول في غير المكان المخصص، تخصم منه نجمة أو أكثر، كما يمكن أن يكون هناك اتفاق معه على المكافأة، بناءً على عدد النجوم التي يكتسبها، بأن تُستبدل بمبلغ من المال ليشتري لعبة يُحبُّها.

    أنا أتفق معك أنه لا داعي للعنف والقسوة مع الطفل، لكن من المهم أن تشرحي لوالده هذا التصرف، وأن يكون دوره في التعامل مع الطفل توجيهيًا وتحفيزيًا، وليس بأساليب قاسية، ويجب أن يكون الوالد متفهمًا ويُقرِّب الطفل منه، ويساعده في تنظيم وقت الذهاب إلى الحمام، كما ينبغي منه تطبيق أسلوب التحفيز والإثابة معه.

    نفس الأمر ينطبق على أخيه الأصغر، ويجب أن يكون هناك جهد تربوي مشترك بينك وبين والدهما؛ لتشجيع الطفلين على تطوير مهاراتهما، ويمكن منحهما بعض المهام المنزلية البسيطة المناسبة لهما، والعمل على بناء شخصيتهما بشكل عام، وتشجيعهما على الدراسة، مع إتاحة الفرصة لهما للعب مع الأطفال الآخرين، كما يجب أن يُستفاد من الألعاب التعليمية التي تعزز القدرات العقلية.

    هذا هو ما أراه، وأسأل الله تعالى التوفيق والسداد، ونشكرك كثيرًا على التواصل مع إسلام ويب، وبالله التوفيق.

    مشاركة المحتوى

    مواد ذات صلة

    الاستشارات

    الصوتيات

    تعليقات الزوار

    أضف تعليقك

    لا توجد تعليقات حتى الآن

    بحث عن استشارة

    يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



     
     
     

    الأكثر مشاهدة

    الأعلى تقيماً

    محاور رئيسية

    محاور فرعية

    خدمات تفاعلية

    وثيقة الخصوصية اتفاقية الخدمة اتصل بنا من نحن

    جميع الحقوق محفوظة © 2025 - 1998 لشبكة إسلام ويب

    جميع الحقوق محفوظة © 2025 - 1998 لشبكة إسلام ويب