الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أستطيع تنظيم جرعات الأنسولين لأتمكن من الصيام؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا مصابة بداء السكري منذ 18 عامًا، وعمري حاليًا 49 سنة، كنت أتناول الأقراص لتنظيم السكر، ولكن منذ سنة ونصف بدأت باستخدام إبر الأنسولين، حيث أستخدم الأنسولين طويل المفعول (لانتوس) مرة واحدة يوميًا بجرعة 38 وحدة.

كما أستخدم الأنسولين السريع المفعول (نوفو رابيد) ثلاث مرات يوميًا قبل الوجبات، بجرعات 6 - 12 - 5 وحدات، حسب الوجبة.

أحيانًا أُصاب بهبوط في السكر قد يصل إلى 45 ملجم/ديسيلتر، مما يضطرني إلى تعديل الجرعة بالتنسيق مع الطبيب، لأن هذه الحالات تُسبب لي إرهاقًا شديدًا، أما تحليل السكر التراكمي (HbA1c) خلال الأشهر الثلاثة الماضية فقد بلغ 7.5%.

مع العلم أنني مصابة أيضًا بارتفاع في ضغط الدم منذ 8 سنوات، وأتناول أقراصًا منتظمة لضبطه، وقد أصبح ضغطي الآن في حدود 120/80.

كما أُجريت لي عملية جراحية لاستئصال الغدة الدرقية بالكامل؛ بسبب تضخمها ووجود بعض الأورام بها، وأتناول حاليًا أقراص (ليفوثيروكسين) لتعويض الهرمونات.

وأعاني كذلك من فقر دم، وكان آخر فحص للدم قبل نحو 3 أشهر، حيث بلغت نسبة الهيموغلوبين 10.5، ويصف لي الطبيب أدوية الحديد من حين إلى آخر حسب الحاجة.

وسؤالي هو: هل يُسمح لي بالصيام من الناحية الطبية والشرعية؟ وهل يشكل الصيام خطرًا على صحتي؟

مع العلم أنني كنت أصوم شهر رمضان، وأيام الاثنين والخميس وبعض السنن الأخرى، دون أي صعوبة عندما كنت أتناول الأقراص لتنظيم السكر.

لكن في شهر رمضان الماضي، وبعد أن بدأت باستخدام الأنسولين، صمت 20 يومًا، وكنت أشعر بإرهاق شديد بعد وجبة الإفطار، حتى إنني كنت أُكمل صلاة التراويح في المنزل بصعوبة.

قمت بتعديل مواعيد وجرعات الأنسولين، بل أنقصت جرعتين من الأنسولين السريع تجنبًا لهبوط السكر، وتمكنت من إكمال بقية أيام الشهر -بحمد الله-، ومع ذلك نصحني الطبيب بعدم الصيام، مما سبب لي حالة من الحزن والاكتئاب، لأني أحب الصيام كثيرًا، خاصة في شهر رمضان.

وإلى الآن لم أتمكن من قضاء العشرة الأيام التي أفطرتها، علمًا أنني صمت يوم عرفة دون أي صعوبة تُذكر.

أفيدوني، جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

كما تعلمين فإنه في فترة الصيام يصبح عدد الوجبات هو اثنتين بدلًا من ثلاث، وتكون الوجبة الرئيسية هي وجبة الإفطار في المساء، وكذلك يحصل تغيرات في نمط الحياة من طعام وشراب، وعادة ما ينصح المرضى السكريين من النوع الثاني بالصيام واتباع ما يلي:

- إذا كان يتناول قرصًا واحدًا فعليه أن يتناوله في الإفطار.
- إذا كان يتناول الحبوب مرتين، فعليه أن يأخذ قرصًا مع الإفطار، وآخر في السحور، ويمكن أن يمتنع عن أخذ الحبة في السحور إذا أحس بنقص السكر في النهار.
- إذا كان يتناول حقنة واحدة يأخذها قبل الإفطار.
- إذا كان يتناول حقنتين، فإنه يأخذ الجرعة الصباحية عند الإفطار، ونصف الجرعة المسائية عند السحور.

أما من يحظر عليهم الصيام من مرضى السكري:

1- مرضى السكري من النوع المتموج (المضطرب).
2- وجود مضاعفات، مثل: الذبحة القلبية غير المستقرة، وارتفاع الضغط غير المنضبط، والفشل الكلوي والكبدي.
3- التراكم الأسيتونى.
4- مرض السكري عند الحوامل الذي يعالج بالأنسولين.
5- في حالات الجراحة والالتهابات.

ويفضل إن أمكن توزيع الوجبات على ثلاث وجبات بين الإفطار والسحور، وتأخير السحور، والاحتفاظ بإجمالي السعرات الحرارية التي كان يتناولها الصائم قبل الصيام.

وكما ترين فإن السكري عندك من النوع غير المستقر، وهناك فترات ينزل بها السكري، وكما ترين فإنك لم تستطيعي أن تقضي الأيام التي عليك، ونصحك طبيبك بعدم الصيام، وأنا أرى أن تلتزمي بما نصحك به فهو أدرى بحالتك، وكما ترين فإن وضعك ينطبق على الأقل على واحدة من الأمور التي تم ذكرها.

ولا تنسي أن الله يحب أن تؤخذ رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه، والالتزام بأخذ الرخص كما هو في وضعك هو عبادة، فالله أعلم بما في القلوب، والأعمال بالنيات، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً