الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أقراني يسخرون مني لعدم إجادتي الكلام، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عندما أتحدث مع أبناء خالي وأبناء عمي، يقولون لي: أنت لا تُحسن الكلام، ويبدؤون بالسخرية مني قائلين: مسكين أنت، في المرحلة الإعدادية ولا تُحسن الكلام! حتى أطفال أصغر منك في المرحلة الابتدائية يتحدثون أفضل منك، فأرد عليهم وأقول: سبحان الله! هذا من عند الله.

أنا عمري 14 سنة، وقد استغربتُ أنني لا أُحسن الكلام، وكنت أقول في نفسي: هل هذا ابتلاء من الله، أم أنه دليل على ضعفي في الكلام؟ وكيف أُحسن كلامي؟ وهل يُعاقب الله الذين يسخرون مني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن كتابتك لهذه الاستشارة دليل على أنك تُحسن الكتابة والتعبير، كما أنك تستطيع أن تُحسن مستواك في كافة المجالات، وخاصة في جانب الكلام الذي يتحسَّن بكثرة الممارسة والمحاورة.

ونحن نعرف الكثير من الأشخاص الذين كان الكلام صعبًا عليهم، وهم الآن خطباء على المنابر، كما أن مسألة الكلام تتحكم فيها عدة عوامل؛ فالطفل الثاني في المنزل غالبًا ما يكون أفضل من الأول، والثالث أفضل من الثاني، وهكذا نجد الأصغر أسرع من الجميع في الكلام لأنه وجد مجموعة يتحدث معها.

ولا شك أن الله -سبحانه وتعالى- لا يرضى بالسخرية من الآخرين، فقد نهى الله تعالى المؤمنين عن السخرية والاستهزاء بالآخرين، وأن المُستهزَأ به قد يكون أفضل عند الله من الساخر، فقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الحجرات: 11]، وقد جاء في الحديث التأكيد على حرمة احتقار المسلم لأخيه، والسخرية نوع من الاحتقار، فقال ﷺ: «بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه». [رواه مسلم].

فسوف يدفع كل من يسخر منك أو من غيرك ثمنًا باهظًا، وليس هناك داعٍ للانزعاج؛ لأن الله قسم المواهب، فهو الذي قسم الأرزاق والمواهب بين الناس، ورفع بعضهم فوق بعض درجات لحكمة، ورحمة الله خير من متاع الدنيا، فقد يعطي لإنسان لسانًا فصيحًا، وقد يعطي لآخر بصرًا ناقدًا وعقلاً راجحًا، ويعطي لآخر عافية في بدنه، والسعيد هو الذي يعرف قدر نعمة الله عليه ليؤدي شكرها، وينال بشكره المزيد.

ومن هنا، فنحن ننصحك بأن تعرف نعم الله عليك لتؤدي شكرها، واسأل الله من فضله، واحرص على اكتشاف مواهبك، فكل إنسان له ميزات خصه بها الوهاب سبحانه وتعالى. وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً